البحث

الخميس، 7 يونيو 2012

سيدي القاضي







سلمتك لمحاكمة فيها أنا القاضي ومشاعري ستنطق بحكمها عما قريب
وسينادي فيها محاميك سيدي القاضي سعادة مشاعره بكل ما بها من حنين
وسيقول إن موكلي الماثل أمامكم عاشق لدرجة الجنون لداخل الوريد
جريمته في حرفين تحولت من جاني إلى مجني عليه إنه "الحب" بكل التعابير
إن موكلي سيدي القاضي كان حالماً في دنيا الأماني لا يقلقه ابدا أي تفكير
كان سعيداً وكان الحزن يسكن بلاداً لا يزورها ابداً وأيامه يزينها فقط العيد
كان يومه يبدأ بتغاريد العصافير وينهيه بدعاء الرحمن بيوم غدٍ جميل
حتى أتى ذاك اليوم الذي أطل عليه ما يحرك داخله النبض وشجنه يزيد
كان يلتمس دفئه مثل كل البشر من خيوط الشمس والان دفئه فقط من الحبيب
إن ابتعد من يحب يسهر الليالي ودعائه ليس بغدٍ افضل بل بغدٍ يشفي العليل
سيدي القاضي سيحضر الشهود بكل الأدلة والبراهين ونعلم الجاني بالتأكيد
وهذا الشاهد الأول انها كلمات الشوق التي تحولت إلى شوك بإسم الحب والأنين
كلمات لم تكن مجرد كلمات بل كانت بلسماً يشفي واصبحت أشواك تدمي الجريح
وهذا الشاهد الثاني انها العواطف التي سافرت من شريان لشريان ومن وريد لوريد
ايضا باسم الحب كانت تسافر خلف الحدود وبلا استئذان وبلا تأشيرة دخول تسيير
وفجأة اصبحت العواطف البرئية عواصف تقتلع الأنفاس وتقتل بداخله كل بريء
وهذا الشاهد الأخير سيدي القاضي إنها الأحلام الوردية في عالم الحب الغريب
فكان يحلم ويحلم وهو في كامل يقظته وتحولت الأحلام لسراب وحلّ السواد العقيم
فمن الآن مذنب سيدي القاضي هل هي وعود الحب أم موكلي ذاك القلب المعتل المريض 
فرفعت الجلسة بحكم القاضي  بالبراءة لذاك القلب وبراءة الحب فلا ذنب عليها بالتأكيد
والجاني الوحيد الجاني هو من استخدم هذا الحب لطعن به قلبأ عبر ما به من أنين
الجاني هو ذاك الإنسان خالي المشاعر خالي الإحساس ظالم لمن يسميه له حبيب

0 التعليقات:

إرسال تعليق